إطلاق التقرير السنوي الثالث من وثيقة "عهد المساواة" بمشاركة واسعة للأحزاب ومؤسسات العمل الأهلي

بحضور رئيسيّ اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة المتابعة العليا، السيديْن رامز جرايسي ومحمد زيدان، ورؤساء ومندوبي عدد من الأحزاب العربية، عضو الكنيست محمد بركة، بالإضافة الى ناشطات من عدد من المؤسسات النسوية، ومندوبي الجمعيات الأعضاء في الائتلاف لتمثيل النساء في مواقع اتخاذ القرار، ومندوبي وسائل الإعلام المحلية، عقد يوم الأربعاء في مكاتب لجنة المتابعة في الناصرة مؤتمر صحفي لإطلاق التقرير السنوي الثالث من وثيقة "عهد المساواة"؛ الوثيقة الموقعة بين جمعية "نساء ضد العنف" والأحزاب والحركات السياسية الناشطة في المجتمع العربي ، والمشتملة على تعاهد لتمثيل النساء في مواقع اتخاذ القرار، ونبذ العنف الممارس ضد جمهور النساء، وضمان حق النساء في العمل.

افتتحت المؤتمر الصحفي السيدة عايدة توما – سليمان، مديرة جمعية "نساء ضد العنف"،مرحبةً بالحضور والصحفيين، مشيرة الى اهمية التقرير المحتفى بصدوره لأنه يمكّن، بكونه تقرير العمل الثالث، متابعة التطورات التي حدثت بين التقرير الأول والثالث لجهة تمثيل النساء في مواقع اتخاذ القرار، وفي الهيئات العليا للأحزاب والحركات المتعاقدة على الميثاق، مشيرة في الوقت نفسه إلى تعاون الأحزاب والحركات السياسية مع "نساء ضد العنف" في تزويد الجمعية بالتقارير حول تطبيق تفاهمات الوثيقة داخل الأحزاب، شاكرةً حسن التعاون، مشيرة الى ان الطريق ما زال طويلاً لتحقيق البنود الواردة في الوثيقة على ارض الواقع بالصورة الأمثل.

وأضافت توما إنه قبل أسبوعين نشر مقال حاول صاحبه ان يشكك في أجندة الجمعيات النسوية ، ونحن هنا نقول : " نحن لم نخفِ أجندتنا التي تسعى لخلق مجتمع حضاري متنوّر يحافظ على حقوق أفراده، والمتهم الحقيقي هو من يروّج لأجندة تريد أن تشدّنا الى الوراء، وتشل نصفنا وتُقوقع النساء".

وأشارت توما-سليمان الى دعوات هذه الجهات للمؤسسات والناشطات النسويات بالتقوقع في قضايا المرأة وعدم التدخل في "القضايا العامة"، مشيرة الى أن النساء جزء لا يتجزأ من نضالات شعبهن ومجتمعهنّ بالقول: كنا جزءاً من نضالات شعبنا وسنبقى، فالنساء لن يتراجعن عن أي موقع جديد يستطعن الوصول اليه والتمثّل فيه، سواء في لجنة المتابعة او في الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، في العمل المؤسساتي والجماهيري على السواء.

واختتمت عايدة توما –سليمان مداخلتها بشكر الحضور الذين لبوا الدعوة من ناشطات نسويات ورؤساء وممثلي الأحزاب، ومندوبي وسائل الإعلام المحلية، آملةً بمزيد من التعاون المثمر، قبل أن تقدّم المهندس رامز جرايسي، رئيس اللجنة القطرية للرؤساء ورئيس بلدية الناصرة لتقديم مداخلته.


جرايسي: ازدواجية اللغة والخطاب حول قضايا المرأة لدى بعض الأحزاب تعطي رسائل متناقضة للجمهور

واستهلّ رامزجرايسي كلمته بالقول: " يثبت يوماً بعد يوم أهمية هذا النشاط الذي بدأ في الدفع بتعميق الأنشطة المرتبطة بتحسين مكانة المرأة في مجتمعنا بكافة المجالات، كعملية متواصلة بحاجة الى مثابرة ومشاركة من كل الأطر والهيئات".
وأضاف جرايسي: " إننا ننظر الى النصف الملآن من الكأس، فمن يتابع التطورات المجتمعية يلاحظ ان هناك تحسّناً وتطوّراً، وأن المؤشّر هو دائما للأمام، رغم بعض المظاهر السلبية المترافقة مع اتجاه هذا المؤشّر".
وأكد جرايسي في كلمته أن " لا أحد يمكنه ان ينفي هذه الحقيقة، فإذا نظرنا الى الطالبات في المؤسسات الجامعية والأكاديمية ونسبتهم التي فاقت نسبة الذكور، كما الى الزيادة النوعية الحاصلة في فعاليات المجتمع المدني التي تضع قضايا المرأة على رأس سلّم أولوياتها، وانضمام معظم الأحزاب والحركات السياسية لهذا الحراك، جميعها تؤكد أن أحدا لا يمكنه أن ينفي هذه الحقيقة".

وقال جرايسي انه رغم التقدم الحاصل في طرح قضايا المرأة على الأجندة الجماهيرية فما زال في مجتمعنا ظاهرة تثير الانزعاج وهي ازدواجية المعايير واللغة، مضيفاً: "فهناك قياديون يُطلقون التصريحات الرنانة من على المنابر لكن تصريحاتهم في المناسبات المفتوحة والعامة لا تتطابق مع ارائهم وتصريحاتهم في أطر أكثر ضيقاً"، مؤكداً أنه "عندما تكون هناك ازدواجية في اللغة فإن الرسائل التي تصل الجمهور الواسع هي عكس ما يراد ايصاله".

واختتم جرايسي بالقول :" إن قضية المرأة وحقوقها ليست قضية نسوية فقط، بل قضية مجتمعية، وهي أحد معايير التقدّم الأساسية لأي مجتمع عصري حُر".

بركة: المشكلة ليست في ازدواجية المعايير بل في وجود معيار واحد لكنّه مُشوّه ومرفوض

وفي كلمته قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، " أحيي الجهد المبذول من قبل جمعية "نساء ضد العنف" والطاقم الخاص بـ "عهد المساواة"، مضيفاً أن هذا اللقاء مهم لأنه يلخّص مرحلة ويضع خطوطا عريضة لمرحلة جديدة.
وأكد بركة في حديثه " أعتزّ بموقف كتلة الجبهة، كما يرد في التقرير، والتعاون مع الجمعيات والتنظيمات النسوية أمر هام جدا لنا في الجبهة"، مشيراً الى أن " التفاعل المشترك مهم جدا في هذا الموضوع، فنحن كنواب لا نستطيع أن نكون ملمّين بكل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تطرح وتناقش في الكنيست، لذا نحن بحاجة الى تفاعل مع المنظمات والمؤسسات النسوية، ونتوخى في المستقبل ليس فقط أن تطلبوا منا تقارير بل أن تبدون ملاحظات على عملنا من أجل أن نطوّر هذا التفاعل بشكل دائم".
وأضاف بركة: أنجزنا خطوة مهمة في تمثيل المرأة في لجنة المتابعة، وهذا تحدٍّ أمام الأحزاب المركّبة للجنة المتابعة، فالتمثيل شكل رمزي إذا لم تعقبه أجندة تهتم بقضايا المرأة كقضية محوريّة في عملنا".
واختتم بركة مداخلته قائلاً: لدي كلامٌ قاس حول عملنا كمجتمع وقيادات سياسية، ودعوني اختلف مع رامز جرايسي ، فالمشكلة ليست في ازدواجية المعايير، بل في وجود معيار واحد لكنّه مشوّه ومرفوض".

محمد زيدان- رئيس لجنة المتابعة: هناك تغيير جدّي وكبير

وفي مداخلة ترحيبية قصيرة، قال السيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة: اطلعت على التقرير وأنا متفائل. هناك تغيير جدي وكبير، والحضور النسائي في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل حضور واسع ومتنوّع. كما أشار زيدان الى قرار المتابعة بتمثيل النساء فيها معتبراً القرار قرارا هاما وحيويا.

هذا وشكر رئيس المتابعة في ختام كلمته القصيرة معدي التقرير والقائمين عليه.

الناشطة حنان الصانع: هناك فجوة بين المبادئ في دساتير الأحزاب وتطبيق هذه المبادئ عملياً

هذا وقدّمت الناشطة النسوية حنان الصانع قراءة في التقرير أشارت فيه إلى أن قراءتها للتقرير أعطتها نوعاً من التفاؤل والأمل، مشيرة الى الى أهمية الحوار الدائم مع الأحزاب والحركات السياسية لتعزيز مكانة المرأة.
وأكدت الصانع في مداخلتها أن "عهد المساواة" يشكّل نقلة نوعية في العلاقات بين جمهور النساء والعمل الجماهيري والسياسي وتمثّلهنّ فيه. وأشارت في استعراضها لأبرز المعطيات الواردة في التقرير أنه على الرغم من ان التقرير يركّز على مشاركة المرأة في السياسة على المستوى المحلي والبرلماني، والمعيقات أمام هذه المشاركة، إلا أن المشاركة ما زالت غير كافية رغم كل التطور الحاصل على وضع المرأة وقضاياها.
كما استعرضت الصانع واقع المرأة العربية، والمعيقات أمام مشاركتها الكاملة في الحياة السياسية لمجتمعها وتمثّلها في هيئاته العليا وأحزابه، مستعرضةً بشكل خاص واقع المرأة العربية في النقب، وهو الواقع الذي خبرته عن قرب وبعمق على مدار 11 عاماً من نشاطها الجماهيري والنسوي، خصوصاً لجهة ارتفاع نسبة البطالة حتى 90% بين النساء العربيات في الجنوب، وارتفاع نسبة الفقر، وتآكل إمكانيات مساهمة المرأة في العمل ، حتى البسيط منه كالزراعة، خصوصا مع حملات المصادرة السلطوية الغاشمة التي كان آخرها هدم قرية العراقيب بالكامل قبل أيام، وهي جميعها عوامل تحول دون مشاركة حقيقية للمرأة.
وخلصت الصانع الى القول إن هناك فجوة بين المبادئ الموجودة في دساتير الأحزاب والحركات السياسية وبين تطبيق الأحزاب لهذه المبادئ فيما يتعلق بتمثيل النساء على ارض الواقع، داعية الى مزيد من التعاون بين الأحزاب والجمعيات النسوية لتطبيق بنود وتفاهمات وثيقة "عهد المساواة" بأفضل شكل ممكن على ارض الواقع.

تعقيبات الأحزاب والحركات السياسية على تقرير "عهد المساواة"

وشملت الفقرة الثانية من المؤتمر الصحفي تعقيبات الاحزاب والحركات السياسية على التقرير، ومواقفها كما عرضها التقرير بإسهاب، والخطوات المتخذة داخل كل حزب لرفع تمثيل النساء في مواقع اتخاذ القرار وفي الهيئات الحزبية والسياسية، قدمها رؤساء ومندوبو الأحزاب.

محمد كناعنة- أبناء البلد: لنتحدى القيم المجتمعية ونرشّح نساء أكثر في انتخابات السلطات المحلية

استهل الأمين العام لحركة أبناء البلد، محمد أسعد كناعنة، كلمته بتوجيه شكر الى جمعية "نساء ضد العنف" وكل المؤسسات والجهات التي قامت على إعداد التقرير وإخراجه الى النور.
وشرح كناعنة قضية التمثيل النسائي داخل أبناء البلد مشيراً الى أن النساء ممثلات في الهيئات الحركية العليا لأبناء البلد دون قرار حزبي بذلك لأن قضية تمثيل النساء بالنسبة للحركة أمر صادر عن قناعة حقيقية ومفهوم ضمنا، مستعرضاً عدد ونسبة النساء في المكتب السياسي واللجنة المركزية لأبناء البلد، كما أشار الى تبؤّ النساء مراكز قيادية تنفيذية في الجمعيات والمؤسسات التابعة لحركة ابناء البلد.
وقال كناعنة ان الحركة ترفض مبدأ التخصيص، مشيرا أن تمثيل النساء في الهيئات القيادية يجب ان يأتي نتيجة قناعات وليس نتيجة قرارات. واشار الى انه ليس من السهل ، خصوصا في مجال الحكم المحلي، ترشيح نساء في مواقع متقدمة في قوائم الانتخابات، مشيرا الى محاولة الحركة ترشيح امرأة لرئاسة قائمة ابناء البلد لعضوية المجلس في بلدة عرابة، وردود الأفعال غير المشجعة على مثل هذه الخطوة، مؤكدا أن الرد يجب أن يكون بتحدي قيم المجتمع وترشيح نساء أكثر على قوائم الأحزاب في انتخابات السلطات المحلية.

أميمة مصالحة- التجمع الوطني الديمقراطي: لسنا راضين 100% عن حجم مشاركة النساء لكننا نبذل 100% جهد لضمان تطبيق مبادئنا

من جهتها تحدثت أميمة مصالحة من اتحاد المرأة الديمقراطي في التجمع عن المساعي والجهود المبذولة لتمثيل النساء في المؤسسات القيادية للحزب، مستهلة حديثها بالقول:" سأعرض هنا انجازات ميدانية خصوصاً أننا نرى ان العمل البرلماني رغم أهميته ليس ساحة العمل الوحيدة.
واستعرضت مصالحة نشاط اتحاد المرأة الميداني عبر الحلقات البيتية والمحاضرات واللقاءات، مشيرة الى انه "رغم المحدودية في عدد اعضاء الكنيست نجحنا في أن تكون هناك امرأة في قائمة التجمع في الكنيست".كما استعرضت مصالحة أهم نشاطات اتحاد المرأة الديمقراطي الهادفة لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وحضورها في مؤسسات الحزب القيادية،مشيرة الى اللقاءات والحلقات البيتية التي تهدف الى حتلنة النساء بالأوضاع والقضايا السياسية الخاصة بفلسطينيي الداخل، كما دعم وتحفيز النساء للمشاركة في نشاطات وفعاليات الحياة السياسية، وتعزيز الفكر الاجتماعي فيما يتعلق بحقوق المرأة وأهمية حضورها في الحياة السياسية. واختتمت مصالحة مداخلتها بالتأكيد أن " رضانا ليس 100% عن حجم المشاركة لكننا نبذل 100% من الجهد لضمان تطبيق مبادئنا وقناعاتنا".

محمد كنعان- الحزب القومي العربي: جميع المناصب والمواقع مفتوحة للتنافس أمام الجميع على قدم المساواة

واشار محمد كنعان، النائب السابق ورئيس الحزب القومي العربي في مداخلته الى ان الاتصالات مع "نساء ضد العنف قائمة منذ البداية ومتواصلة لأن للحزب موقف واضح منذ البداية أسفر عن التوقيع على "عهد المساواة" لإيمان الحزب بدور المرأة الهام والحيوي.
وأشار كنعان الى ان على المرأة التنافس والتحدي داخل الحزب، معطيا أمثلة لنساء في مواقع قيادية فيه، مثل نائبة الناطق الرسمي، ومركزة المخيم الصيفي، والمرشحة رقم 4 على القائمة الموحدة عن الحزب. وأكد كنعان انه " لا تهميش لدور المرأة فنحن نرحب بكل أخت تتنافس وتحتل مواقع متقدمة، لا مواقع محصنة، وجميع المواقع مفتوحة للتنافس أمام الجميع على قدم المساواة.

محمود مواسي- الحزب الديمقراطي العربي: قرار المتابعة بتمثيل النساء هام وتاريخي

واستهل مندوب الحزب الديمقراطي العربي، محمود مواسي، مداخلته بتوجيه تحية الى نساء العراقيب الصامدات اثر عملية الهدم السلطوية التي تمت للقرية قبل أيام.
وقال مواسي ان القرار بتمثيل النساء في لجنة المتابعة هو قرار تاريخي وهام، عارضا الخطوات التي اتخذها حزبه في هذه القضية، مؤكدا على تخصيص 40 منحة من اصل 50 سنويا للدراسة في الجامعات الأردنية للفتيات، كما أشار الى ان 10 اعضاء لجنة مركزية جدد من بين 20 جرى مؤخرا إضافتهم الى اللجنة المركزية للحزب كانوا من النساء، مختتما بالتأكيد على ان الشراكة في الحياة السياسية والنضالية في غاية الأهمية وأن النساء شريكات كاملات في كل ذلك.

نقاش بين المشاركين يختتم المؤتمر الصحفي

هذا وتم فتح باب النقاش بين الحاضرين ومندوبي الصحافة المحلية في اعقاب انتهاء مندوبي الأحزاب من تقديم مداخلاتهم، حيث جرى نقاش مستفيض حول العديد من القضايا التي وردت في التقرير، كما في مداخلات المشاركين